عسر الطمث الأولي والثانوي

عسر الطمث الأولي والثانوي
امرأة تعاني من ألم في البطن

تُعَدُّ آلام الدورة الشهرية من المشكلات الصحية الشائعة التي تواجه العديد من النساء في سن الإنجاب. ينقسم عسر الطمث إلى نوعين رئيسيين: عسر الطمث الأولي وعسر الطمث الثانوي. يمكن أن تكون هذه الحالة مزعجة للغاية وقد تؤثر على الأنشطة اليومية ونوعية الحياة بشكل عام.

 في هذا المقال، سنستعرض بشكل مفصل للأعراض و الأسباب لكل من عسر الطمث الأولي وعسر الطمث الثانوي، مع تقديم نصائح حول كيفية التعامل مع كل نوع.

1-  عسر الطمث الأولي:primary dysmenorrhea

عسر الطمث الأولي هو نوع من آلام الدورة الشهرية الذي يعاني منه العديد من النساء، ويتميز بألم حاد يبدأ عادةً قبل أو مع بداية الدورة الشهرية. هذا النوع من الألم ناتج عن التقلصات الطبيعية للرحم، وهو يختلف عن عسر الطمث الثانوي الذي يكون مرتبطًا بمشكلات صحية أخرى.

-الاعراض

  • - الألم في أسفل البطن:  يبدأ  عسر الطمث الأولي عادةً قبل الدورة الشهرية أو مع بدايتها، ويكون الألم في أسفل البطن. قد يكون هذا الألم حادًا أو خفيفًا، وقد يمتد إلى الظهر والفخذين. عادة ما يستمر الألم ليومين أو ثلاثة أيام.
  • . التقلصات:  تعاني النساء من 'تقلصات في الرحم' نتيجة للطرد الطبيعي لبطانة الرحم. هذه التقلصات تكون نتيجة لزيادة مستويات البروستاجلاندينات، وهي مواد كيميائية تفرزها بطانة الرحم وتسبب تقلصات عضلية شديدة.

  •  الغثيان والصداع:  يمكن أن يترافق الألم مع '
     الغثيان
    ' و'
     الصداع
    '
    ، حيث تؤثر الزيادة في مستويات البروستاجلاندينات على الجسم بشكل عام.
     
     

  •  التعب والإرهاق:يعاني العديد من النساء من التعب والإرهاق خلال فترة الدورة الشهرية، مما يجعل من الصعب القيام بالنشاطات اليومية.
  • التغيرات المزاجية: قد يصاحب عسر الطمث الأولي أيضًا تغيرات مزاجية مثل التوتر والقلق، والتي يمكن أن تجعل الألم أكثر صعوبة.  

  • إسهال أو إمساك: تغيرات في حركة الأمعاء قد تحدث. يعاني العديد من النساء من  أنواع التعب  والإرهاق خلال فترة الدورة الشهرية، مما يجعل من الصعب القيام بالنشاطات اليومية.قد يصاحب عسر الطمث الأولي أيضًا 'تغيرات مزاجية' مثل التوتر والقلق، والتي يمكن أن تجعل الألم أكثر صعوبة.

 الأسباب

 إليك الأسباب الرئيسية لعسر الطمث الأولي:

  • . التقلصات الرحمية الطبيعية:

   عسر الطمث الأولي يحدث نتيجة للتقلصات الطبيعية التي تحدث في الرحم لطرد بطانة الرحم. خلال الدورة الشهرية، ينقبض الرحم بشكل منتظم لطرد الطبقة الداخلية (بطانة الرحم) التي تُبنى استعدادًا للحمل. هذه التقلصات يمكن أن تكون مؤلمة وتسبب الانزعاج.

  • ارتفاع مستويات البروستاجلاندينات:

   البروستاجلاندينات هي مواد كيميائية تُنتجها بطانة الرحم وتسبب تقلصات العضلات. عندما تكون مستويات البروستاجلاندينات مرتفعة، تزداد شدة التقلصات، مما يؤدي إلى ألم شديد خلال الدورة الشهرية. البروستاجلاندينات تلعب دورًا رئيسيًا في زيادة شدة الألم.

  • العوامل الوراثية:

   قد تلعب   الصفات الوراثية دورًا في مدى شدة عسر الطمث الأولي. النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي لهذا النوع من الألم قد يكن أكثر عرضة للإصابة به. الجينات التي تؤثر على مستوى البروستاجلاندينات أو التقلصات الرحمية قد تكون من العوامل الوراثية المتورطة.

  • التغيرات الهرمونية:

   التغيرات في مستويات الهرمونات خلال الدورة الشهرية، وخاصة مستويات 'الإستروجين' و'البروجستيرون'، يمكن أن تؤثر على شدة الألم. هذه التغيرات تؤثر على كيفية استجابة الرحم للتقلصات وقد تزيد من شدتها.

  •  العوامل النفسية:

   التوتر والقلق يمكن أن يلعبا دورًا في زيادة شدة الألم المرتبط بعسر الطمث الأولي. الحالة النفسية يمكن أن تؤثر على استجابة الجسم للألم، مما يجعل التقلصات أكثر حدة. التوتر يمكن أن يزيد من إدراك الألم ويجعل التقلصات أكثر إزعاجًا.

  • 'الأنشطة البدنية':

   قلة النشاط البدني قد تسهم في زيادة شدة التقلصات. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساعد في تحسين الدورة الدموية وتخفيف التقلصات، بينما نقص النشاط البدني يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الألم.

  • التغذية:

   النظام الغذائي يمكن أن يؤثر على شدة الألم. الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكر يمكن أن تزيد من الالتهابات في الجسم، مما قد يؤدي إلى زيادة شدة التقلصات. تناول غذاء متوازن غني بالأوميغا-3 والخضروات يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض.

فهم أسباب عسر الطمث الأولي يمكن أن يساعد في إدارة الألم بفعالية. من خلال التعرف على العوامل التي تؤثر على شدة الألم، يمكن اتخاذ خطوات لتحسين التخفيف من الأعراض والتعامل مع عسر الطمث بشكل أفضل.

-عوامل الخطورة  : 

  •  العمر الصغير: الأعراض غالبًا ما تكون أشد عند الفتيات في سن المراهقة والشابات.
  •  التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي لعسر الطمث يزيد من احتمالية الإصابة.

النشاط البدني: قلة النشاط البدني قد تكون مرتبطة بزيادة الألم.

  •  التدخين: التدخين يمكن أن يزيد من شدة الأعراض.
  •  الدورة الشهرية الغزيرة: فترات الحيض الطويلة أو الثقيلة تزيد من خطر الألم.
  • البلوغ المبكر: بدء الحيض في سن مبكرة قد يرتبط بزيادة الألم.
  •  التوتر والقلق: المستويات العالية من التوتر النفسي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأعراض.

- كيفية التعامل مع عسر الطمث الأولي

  •  مسكنات الألم: يمكن أن تساعد مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين في تخفيف الألم الناجم عن عسر الطمث الأولي. تعمل هذه الأدوية على تقليل الالتهاب وتخفيف التقلصات.
. الأدوية الهرمونية:يمكن للأدوية الهرمونية: مثل حبوب منع الحمل أن تساعد في تنظيم الدورة الشهرية وتقليل شدة التقلصات.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساعد في تحسين الدورة الدموية وتخفيف التقلصات. التمارين الرياضية يمكن أن تسهم في تقليل الأعراض.
  • استخدام الكمادات الدافئة على أسفل البطن يمكن أن يساعد في استرخاء العضلات وتخفيف الألم. الحرارة تعمل على تحسين تدفق الدم وتخفيف التقلصات.
  • تناول نظام غذائي متوازن غني بالأوميغا-3 مثل الأسماك الدهنية، وتجنب الأطعمة التي تسبب الالتهابات مثل السكريات والدهون المشبعة.تقنيات مثل:
  •  اليوغا والتأمل يمكن أن تساعد في إدارة التوتر وتخفيف الألم المرتبط بالدورة الشهرية.

2- عسر الطمث الثانوي

    -الاعراض                              

    •  ألم مستمر وشديد:  في عسر الطمث الثانوي، يكون الألم أكثر حدة ويستمر لفترة أطول من عسر الطمث الأولي. يبدأ الألم عادةً قبل الدورة الشهرية ويستمر طوال فترة الحيض.
    • النزيف الشديد أو غير المنتظمقد تعاني النساء من نزيف شديد أو غير منتظم، مما يتطلب تغيير الفوط بشكل متكرر. هذا النزيف يمكن أن يكون مصحوبًا بتغيرات في كمية النزيف.
    • ألم في الظهر والفخذين:  قد يمتد الألم إلى الظهر والفخذين، مما يسبب إزعاجًا كبيرًا. يمكن أن يكون هذا الألم نتيجة لمشاكل صحية أساسية.
    •  الغثيان والقيء: في حالات معينة، قد يصاحب الألم 'الغثيان' و'القيء'، مما يزيد من صعوبة التعامل مع الأعراض.
    • الإسهال أو الإمساك: يمكن أن تعاني بعض النساء من 'الإسهال' أو 'الإمساك'، حيث تؤثر التغيرات في الهرمونات على حركة الأمعاء.

    . التعب الشديد: 'التعب الشديد' هو عرض آخر قد يكون مصاحبًا للألم، مما يؤثر على قدرة المرأة على القيام بنشاطاتها اليومية.

    الأسباب

    •  الانتباذ البطاني الرحمي:  يحدث عندما ينمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم. 'الانتباذ البطاني الرحمي' يسبب التهابات وألمًا شديدًا، وقد يؤدي إلى تكوين نسيج ندبي.
    • الأورام الليفية الرحمية هي  أورام غير سرطانية  تنمو في جدار الرحم. يمكن أن تسبب نزيفًا حادًا وألمًا شديدًا خلال الدورة الشهرية، مما يزيد من تعقيد الأعراض.
    •  مرض التهاب الحوض:  عدوى تصيب الأعضاء التناسلية العلوية مثل الرحم والمبايض وقناتي فالوب. مرض التهاب الحوض يسبب ألمًا حادًا وتقلصات شديدة، ويحتاج إلى علاج بالمضادات الحيوية.
    •  التضيق العنقي:  ضيقًا بشكل غير طبيعي، مما يعيق تدفق الدم خلال الدورة الشهرية ويسبب ألمًا شديدًا. هذا يمكن أن يؤدي إلى تراكم الدم في الرحم.
    •  بطانة الرحم المهاجرة:  تنمو 'بطانة الرحم' داخل عضلات الرحم، مما يسبب ألمًا شديدًا وتقلصات خلال الدورة الشهرية. هذه الحالة يمكن أن تؤدي إلى تشنجات شديدة.
    •  تشكيل الأنسجة الندبية:  قد يؤدي تكون الأنسجة الندبية نتيجة للالتهابات أو الإصابات السابقة إلى 'ألم شديد' وتقلصات خلال الدورة الشهرية.
    التشخيص

    • تشخيص دقيق:  يتطلب 'عسر الطمث الثانوي' تشخيصًا دقيقًا لتحديد السبب الأساسي. يمكن أن تشمل الفحوصات الأشعة الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد  العلاج الجراحي:  

    •  في حالات مرض التهاب الحوض ، قد يكون العلاج بالمضادات الحيوية ضروريًا لعلاج العدوى والحد من الأعراض. المضادات الحيوية تساعد في معالجة الالتهابات.
    • العلاج الطبيعي:  يمكن أن يساعد  العلاج الطبيعي  مثل التدليك والعلاج بالحرارة في تخفيف الألم. العلاج الطبيعي يمكن أن يكون مكملاً للعلاج الطبي.
    • تغيير نمط الحياة:  تغيير نمط الحياة لتبني عادات صحية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي. من الضروري التحدث مع الطبيب حول خيارات العلاج المناسبة.
    • العلاج الدوائي:  قد يشمل العلاج الدوائي أدوية لتقليل الألم ومضادات الالتهاب، بالإضافة إلى أدوية هرمونية حسب الحالة.

    خلاصة القول:

    إن "عسر الطمث الأولي" و"عسر الطمث الثانوي" يشكلان تحديًا صحياً يؤثر على حياة العديد من النساء. من خلال فهم الأعراض والأسباب المختلفة لكل نوع، يمكن تحديد العلاج المناسب وتحسين نوعية الحياة. التفاعل بين العلاجات الطبية والبديلة يمكن أن يكون له تأثير كبير في إدارة  عسر الطمث  بفعالية. العناية الذاتية والتشخيص الطبي المبكر يلعبان دورًا كبيرًا في التعامل مع هذه المشكلة. إذا كان الألم شديدًا أو غير معتاد، فإن استشارة الطبيب تعتبر خطوة ضرورية للحصول على الرعاية والعلاج المناسب.

    في 'عسر الطمث الثانوي'، يكون الألم أكثر حدة ويستمر لفترة أطول من 'عسر الطمث الأولي'. يبدأ الألم عادةً قبل الدورة الشهرية ويستمر طوال فترة الحيض.

    قد تعاني النساء من 'نزيف شديد' أو 'غير منتظم'، مما يتطلب تغيير الفوط بشكل متكرر. هذا النزيف يمكن أن يكون مصحوبًا بتغيرات في كمية النزيف.

    قد يمتد الألم إلى 'الظهر' و'الفخذين'، مما يسبب إزعاجًا كبيرًا. يمكن أن يكون هذا الألم نتيجة لمشاكل صحية أساسية.

    قد يتطلب عسر الطمث الثانوي إجراء 'الجراحة' لإزالة الأورام الليفية أو نسيج الانتباذ البطاني الرحمي. الجراحة يمكن أن تكون ضرورية لتحسين الأعراض.


    تعليقات