(6) شرب الماء بكثرة يضر الكلى في بعض الحالات: حقيقة أم خرافة؟

(6) شرب الماء بكثرة يضر الكلى في بعض الحالات: حقيقة أم خرافة؟

حقيقة أم خرافة؟
 

🧠 هل شرب الماء دائمًا مفيد؟

هل الجملة الخالدة "اشرب كثيرًا، فالماء لا يضر أبدًا" صحيحة… أم خادعة؟
ربما سمعتِها من جدتك، أو قرأتها في منشور “تحفيزي” على إنستغرام، أو حتى من صديقة لا تفارق زجاجة الماء يدها.
لكن في ممرات المستشفى، حيث تُراقَب الكلى نبضةً بنبضة… قد تسمعين العكس تمامًا.
🧠 نعم، قد تكون الكارثة من حيث لا تتوقعين: كثرة الماء… قد تُتعب الكلى!
في هذا المقال، لن نحذركِ من الجفاف كما يفعل الجميع…
بل سنصطحبكِ في رحلة عكس التيار، لنتساءل:
هل كل ما زاد نفع؟ وهل كل أجسامنا تحتاج نفس الكمية؟ وهل الكلى تُحب الماء فعلًا... أم ترتبك منه أحيانًا؟
تعالي نكشف الحقيقة، بعينٍ علمية، وقلبٍ مُحب.
لتفادي خرافات الترطيب… وإنقاذ كلى أحدهم قبل فوات الأوان.

🧪 أولًا: ما فائدة شرب الماء؟ ولماذا يحتاجه الجسم؟

الماء هو عماد الحياة، ومكوّن أساسي في كل خلية من خلايا الجسم. يُساعد على:
تنظيم درجة الحرارة
نقل العناصر الغذائية
تسهيل عملية الهضم
دعم وظائف الكلى لإخراج السموم
ومع ذلك، فليس من المنطقي أن يكون شرب الماء بلا حدود آمنًا للجميع.

⚠️ متى يُصبح شرب الماء بكثرة ضارًا بالكلى؟

1. في حالات أمراض الكلى المزمنة
عند بعض المرضى، تكون الكلى غير قادرة على تصفية السوائل بسرعة.
وهنا، يؤدي شرب كميات كبيرة من الماء إلى احتباس السوائل، مما يضع ضغطًا إضافيًا على الكلى والقلب والرئتين.

🔹 تنبيه: ليست كل الكلى تحتاج ماءً كثيرًا… أحيانًا تحتاج راحة.

2. في حالات الفشل الكلوي المتقدم 

هؤلاء المرضى غالبًا يخضعون لغسيل الكلى، ويكون لديهم حد يومي لكمية السوائل، تشمل الماء، الحساء، وحتى الفواكه الغنية بالماء.
💧 شرب أكثر من المسموح قد يؤدي إلى:

ضيق تنفس
ارتفاع ضغط الدم
تورّم الأطراف
زيادة السوائل حول القلب
3. في حالات اضطرابات الصوديوم
فرط شرب الماء قد يُخفّض نسبة الصوديوم في الدم بشدة (hyponatremia)، وهو اضطراب خطير قد يسبب:
صداعًا شديدًا
ارتباكًا ذهنيًا
غثيانًا
نوبات تشنج
وربما غيبوبة
👈 لذلك، يُوصى دائمًا بشرب الماء حسب إشارات العطش، وحالة الجسم، لا حسب قاعدة "التر لترين" الشهيرة.
📎 هل قرأتِ مقالنا عن:
ستكتشفين علاقة الترطيب بخسارة الوزن والزيف المنتشر حولها.
✅ إذن، ما هي الكمية المثالية لشرب الماء؟
للشخص السليم: من 6 إلى 8 أكواب يوميًا، بحسب النشاط والجو
للمريض: تُحدّد الكمية من طرف الطبيب حسب الوزن، تحاليل الكلى، والضغط
📌 قاعدة ذهبية: "عطشك هو دليلك... لا تقيسي صحتك بكأس جارتك!"

❗ علامات تشير إلى أنكِ تشربين ماءً أكثر من اللازم

قد تظنين أن كل شيء على ما يرام… حتى يُرسل جسدك إشارات استغاثة!
إليكِ أبرز العلامات التي تُنذر بأنكِ ربما بالغتِ في شرب الماء:
كثرة التبول لدرجة مزعجة (أكثر من 10 مرات يوميًا بلا سبب واضح)
لون البول شديد الصفاء باستمرار (دون تناول مدرّات)
تورّم اليدين أو القدمين
شعور دائم بالغثيان أو الانزعاج البطني
تعب غير مبرر أو صداع خفيف
📌 في هذه الحالات، خففي الكمية وراجعي طبيبكِ لتحديد الحدّ المناسب.
🤝 وماذا عن مريضك طريح الفراش؟ هل يحتاج لشرب كثير من الماء؟
ليس دائمًا!
في رعاية المريض طريح الفراش، يجب الموازنة بين:
منع الجفاف (الذي يعرّض الجلد للتقرحات)
وعدم تحميل الجسم سوائل زائدة (خصوصًا إن كان لديه مشاكل قلبية أو كلوية)
🔗 لا يفوتكِ هذا المقال العملي:
حيث نُناقش الترطيب ضمن خطة حماية الجلد من الداخل.

❓ الأسئلة الشائعة

1. هل يمكن أن يُسبب شرب الماء بكثرة فشلًا كلويًا؟
ليس بشكل مباشر، لكنه قد يُفاقم حالة الفشل الكلوي إن وُجد، أو يُسبب مشاكل في الصوديوم قد تؤثر على الدماغ والقلب والكلى معًا.

2. ما العلاقة بين شرب الماء وضغط الدم؟
شرب الماء المعتدل يُساعد على استقرار الضغط، لكن الشرب الزائد قد يُسبب احتباسًا في السوائل لدى مرضى القلب والكلى، مما يرفع الضغط بدلًا من خفضه.

3. ما الفرق بين شرب الماء النقي والماء المعدني أو المعالج؟
الأهم هو الاعتدال.
– الماء المعدني قد يكون غنيًا بالصوديوم أو المعادن التي تُرهق الكلى أحيانًا
– أما الماء النقي المفلتر فهو الخيار الأفضل لمعظم الأشخاص، بشرط سلامة المصدر.

🩺 لمسة تمريضية ختامية…

قد يبدو شرب الماء عادة صحية بسيطة، لكن في عالم التمريض… نحن نُعامله كـ"دواء سائل" يجب ضبط جرعته!
لكل مريض خصوصيته، ولكل جسم إشارته.
لا تُفرضي على نفسكِ أو على مريضكِ كميات بلا تفكير، فحتى الخير إن زاد… انقلب إلى خطر.
🎗️ وتذكّري دومًا:
الوعي قبل الوقاية، والاعتدال هو مفتاح الصحة.
📎 مقالات أخرى من نفس السلسلة تُنير لكِ الطريق:

إعداد: أم إيمان | ممرضة مجازة، ومتعددة التخصصات




تعليقات