في إحدى الليالي، وبينما كنت أعتني بوالدتي طريحة
الفراش، لاحظت أن نومها المستمر على الظهر جعل كعبها أحمرَ ومتورمًا قليلًا. حينها
فقط أدركت أن طريقة الاستلقاء الخاطئة وحدها قد تُسبب تقرحات الفراش، مهما كانت
جودة الرعاية المنزلية.
هذا المشهد اليومي البسيط جعلني أوقن أن الوقاية
من تقرحات الفراش تبدأ من التفاصيل الصغيرة — من وسادة تُوضع بدقة، أو تغيير
في وضعية النوم كل ساعتين.
اختيار الوضعيات المناسبة ليس رفاهية، بل هو عامل
حاسم في الوقاية من الجروح العميقة التي يصعب علاجها، وقد تُهدد الحياة في
مراحلها المتقدمة. في هذا المقال، أشارككِ خلاصة ما تعلمته من تجربتي ومن أدلة
التمريض الحديثة، حول أفضل وضعيات النوم والجلوس التي تخفف الضغط وتحمي الجلد.
✅ لماذا الوضعيات مهمة جدًا؟
حين يستلقي المريض لفترة طويلة دون حركة، يتجمّع الضغط
الجسدي في مناطق محددة من الجلد، خاصة تلك التي تغطي العظام، مثل العصعص،
الكعبين، والوركين. يؤدي هذا الضغط إلى انقطاع التروية الدموية، مما يمنع الأكسجين
والعناصر الغذائية من الوصول إلى الخلايا، وبالتالي يموت النسيج تدريجيًا.
الوضعية الخاطئة لأربع ساعات… قد تخلق جرحًا يحتاج
أربعة أسابيع للعلاج.
📌 كل وضعية يجب ألا
تتجاوز ساعتين دون تعديل، مع مراقبة علامات الاحمرار أو الألم.
❗ الأمر لا يتوقف عند الألم،
بل يمكن أن تتطور الحالة إلى تقرحات من الدرجة الرابعة، قد تُسبب
التهابات خطيرة تصل إلى العظام.
❓ما الحل؟
الوقاية تبدأ بخطة يومية واضحة لتغيير الوضعيات،
واستخدام الوسائد الطبية والفرش الهوائية، والمتابعة المستمرة
لأدق تغيرات الجلد.
📌 الوضعيات
المناسبة تقلل الضغط وتسمح للدورة الدموية
بالعودة، فتمنع الضرر قبل أن يبدأ.
🔗 ما هي تقرحات ا لفراش؟ ولماذا تحدث حتى مع الرعاية الجيدة؟
💡 الوضعية / النصيحة | 📝 الوصف |
---|---|
🔄 تغيير الوضعية | يُنصح بتغيير وضعية المريض كل ساعتين على الأقل لتجنب التقرحات وتحسين الدورة الدموية. |
↔️ استخدام الوسائد | توضع وسائد خلف الظهر، بين الركبتين وتحت الكاحلين لدعم الجسم وتخفيف الضغط على المناطق الحساسة. |
⬆️ وضعية نصف الجلوس | رفع الرأس بزاوية 30–45 درجة تساعد على الراحة وتقلل الضغط على منطقة أسفل الظهر. |
🛌 الاستلقاء الجانبي | يُفضّل تبديل الجانب كل مرة. وضعية الجنين تُخفف الضغط عن الظهر والعجز. |
🔁 الحركة بمساعدة | حتى مع فقدان القدرة على الحركة، يجب تحريك الجسم بلطف بواسطة المرافق لتقليل الضغط وتفادي التصلب. |
🟩 1. وضعية الاستلقاء على الجانب بزاوية 30 درجة (Semi-Lateral)
·
🔄
يُفضل عن النوم المباشر على الجانب (90 درجة).
·
يقلل
الضغط عن الورك والكتف.
·
استخدمي
وسادة خلف الظهر لمنع الانزلاق.
·
ضعي
وسادة بين الركبتين والكاحلين.
🎯 مثالي لمرضى النحافة أو من تظهر لديهم علامات تقرح سابقة.
📌 تنبيه:
تجنبي وضع المريض مباشرة على الورك أو الكتف لفترات
طويلة، فذلك قد يزيد الخطر.
🟨 2. وضعية الاستلقاء على الظهر مع رفع الكعبين
·
ضعي
منشفة ملفوفة أو وسادة ناعمة أسفل الساقين.
·
اتركي
الكعبين معلقين دون ملامسة الفراش.
·
غيّري
الزاوية قليلًا كل ساعتين (يمينًا ويسارًا بخفة).
📌 هذه الوضعية تحمي
الكعبين والعصعص من الضغط.
📝 ملاحظة:
الكعبان من أكثر المناطق عرضة للتقرحات، لكن يتم
تجاهلهما كثيرًا. تابعي تغير لونهما كل يوم.
🟥 3. وضعية الجلوس على الكرسي مع ميل للأمام أو للوراء
·
استخدمي
وسادة طبية مضادة للضغط تحت المؤخرة.
·
بدّلي
ميل الكرسي كل 30 دقيقة (للأمام أو للخلف).
·
استخدمي
مسند قدمين لتوزيع الوزن.
⚠️ التحذير:
لا تتركي المريض جالسًا أكثر من ساعتين دون تعديل.
📍 نصيحة تمريضية:
في حال استخدام الكرسي المتحرك، يُنصح بتدريب المريض على
تغيير وضعه بمساعدة الذراعين أو استخدام وسائد قابلة للضغط.
🔗 الرعاية اليومية للمريض في البيت: من أين تبدأ؟
🔄 4. وضعية تبديل كل ساعتين (روتين متوازن)
الوقت |
الوضعية
الموصى بها |
08:00 صباحًا |
استلقاء
على الظهر مع رفع الساقين |
10:00 صباحًا |
استلقاء
على الجانب الأيسر |
12:00 ظهرًا |
وضعية
جلوس بوسادة طبية |
02:00 عصرًا |
الاستلقاء
على الجانب الأيمن |
04:00 مساءً |
وضعية
نصف جلوس بزاوية 45 |
📌 يُفضّل دمج هذا الجدول مع تدليك لطيف وتحريك
الأطراف إن أمكن.
🛑 الخطأ الشائع: الالتزام بالجدول دون مراعاة راحة المريض أو حالته الجسدية.
💡 أدوات مساعدة لضبط
الوضعيات:
·
وسائد
إسفنجية متعددة الأحجام
·
فراش
هوائي متغيّر الضغط
·
دعامة
بين الركبتين
·
قفازات
يد طرية لتقليل احتكاك الكوع
·
أغطية
قطنية ناعمة وغير مجعدة
·
مرآة
طويلة اليد لفحص المناطق الخلفية بصريًا
🔍 لا تستخدمي الوسائد
القاسية أو الثقيلة جدًا، فقد تزيد الضغط بدل تخفيفه.
🤲 دور الأسرة في
مراقبة الوضعيات
غالبًا ما لا يستطيع المريض التعبير عن انزعاجه، لذلك:
·
📍
افحصي الجلد يوميًا.
·
📍
اسألي المريض: هل يشعر بثقل أو تنميل؟
·
📍
بدّلي الوضعية حتى لو لم يشتكِ.
·
📍
دَوّني جدول الوضعيات وعلّقيه قرب السرير.
📌 التدريب العائلي مهم
جدًا، وكل فرد يمكنه المساهمة في الحماية من التقرحات.
🔗 من حقيبتي كممرضة:أدوات الرعاية المنزلية
❓ الأسئلة الشائعة:
هل يمكن لمريض غائب الوعي الاستفادة من تغيير
الوضعيات؟
نعم، بل هو أكثر حاجة لذلك لتجنب التقرحات الخفية.
حتى المريض غير المتجاوب يستفيد من الحماية الجسدية عبر التبديل المنتظم.
هل الوسائد العادية كافية؟
لا، الوسائد الطبية أكثر فعالية لأنها مصممة لتوزيع
الوزن على مساحات واسعة وتجنب الضغط الموضعي.
هل يمكن للمريض اختيار الوضعية التي يرتاح
فيها؟
نعم، بشرط ألا تبقى ثابتة لفترة طويلة وأن تكون
مدعومة بشكل صحيح وبعيدة عن مناطق الضغط الشديد.
متى أستدعي طبيبًا؟
عند ظهور احمرار لا يزول بالضغط، ألم مفاجئ، تشقق أو
تقشر في الجلد، أو عند ارتفاع حرارة منطقة معينة من الجسم.
ما العلامات الأولى التي تشير لخطورة
الوضعية؟
تغيّر لون الجلد، برودة أو حرارة موضعية، رطوبة
مستمرة، انكماش الجلد أو تقشره.
هل المريض المصاب بالسكري يحتاج وضعيات
مختلفة؟
نعم، مرضى السكري لديهم ضعف إحساس وقد لا يشعرون
بالتقرحات، لذا يجب استخدام وسائد إضافية لفحص القدمين وتغيير الوضعيات بشكل أكثر
انتظامًا.
❤️ خاتمة :
تغيير وضعية المريض ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو فعل
رعاية ومحبة… كل ميل بسيط للجسم، كل وسادة توضع بحنان، قد تمنع جرحًا عميقًا
ومؤلمًا.
عندما تكونين أنتِ الملاحِظة الأولى لأي تغير جلدي،
أو المنبّهة بلطف لتبديل الوضعية، فأنتِ لا تؤدين فقط دورًا تمريضيًا… بل تقومين
بعمل إنساني نبيل.
كل لحظة يجلس فيها المريض دون ألم، كل نوم بلا احمرار
أو حرارة… هو انتصار صغير يومي، يُحسب لكِ.
📩 هل ترغبين بدليل
مطبوع يساعدك على متابعة الوضعيات؟ راسلينا عبر صفحة الاتصال
🔗 سلسلة الوقاية من تقرحات الفراش
إعداد: أم إيمان | ممرضة مجازة، ومتعددة
التخصصات.