الهواتف المحمولة تسبب السرطان: حقيقة أم خرافة؟

 

الهواتف المحمولة تسبب السرطان: حقيقة أم خرافة؟

مقدمة

هل فكرت يومًا وأنت تضع الهاتف المحمول بجانب وسادتك: هل يمكن لهذه الأجهزة الصغيرة أن تسبب لنا السرطان؟ 🤔
تنتشر هذه الفكرة كثيرًا بين الناس، حتى أصبحنا نسمع تحذيرات يومية من خطورة استخدام الهواتف المحمولة لفترات طويلة، أو وضعها قريبًا من الرأس.
لكن ما الحقيقة العلمية؟ وهل هناك دليل قاطع يربط بين الهواتف المحمولة والسرطان؟ كممرضة، أجد من واجبي أن أوضح هذه المسألة للقراء بطريقة مبسطة، علمية، وواقعية.

📌 ما هي خرافة "الهواتف المحمولة تسبب السرطان"؟

تقول الخرافة إن:
الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من الهواتف المحمولة تدخل الجسم وتؤدي إلى تلف الخلايا.
هذا التلف قد يتحول إلى أورام سرطانية مع مرور الوقت.
لكن هل هذا الادعاء يستند إلى علم؟ أم أنه مجرد قلق شعبي تضخمه وسائل الإعلام؟

📌 كيف تعمل الهواتف المحمولة؟ 

الهواتف تستخدم موجات راديو كهرومغناطيسية منخفضة الطاقة لنقل الصوت والبيانات.
هذه الموجات تُصنّف علميًا بأنها غير مؤيِّنة (Non-ionizing radiation)، أي أنها لا تمتلك القدرة على تكسير الحمض النووي للخلايا مثل الأشعة السينية أو الأشعة فوق البنفسجية.

📌 ماذا تقول الدراسات العلمية؟

1. منظمة الصحة العالمية WHO

تؤكد أن الأدلة المتوفرة غير كافية لاعتبار الهواتف المحمولة سببًا مباشرًا لـ السرطان.
لكنها لا تنفي الحاجة إلى المزيد من الأبحاث طويلة المدى.

2. الوكالة الدولية لأبحاث السرطان IARC

صنّفت إشعاعات الهواتف المحمولة ضمن الفئة 2B: "قد تكون مسرطنة للبشر".
أي أنها غير مؤكدة، لكن هناك إشارات أولية تدعو للاحتياط.

3. دراسات طويلة المدى

بعض الدراسات الكبيرة لم تجد أي علاقة واضحة بين استخدام الهاتف المحمول والإصابة بـ سرطان الدماغ.
دراسات أخرى أظهرت زيادة بسيطة في حالات معينة، لكنها غير كافية لإثبات السبب المباشر.

📌 كيف يفسر الطب هذه النتائج؟

من منظور تمريضي:
  • القلق الزائد من الهواتف قد يسبب اضطرابات نوم وتوتر أكثر من احتمال الإصابة بـ السرطان.
  • عوامل الخطر الحقيقية للسرطان هي التدخين، السمنة، الغذاء غير الصحي، والتعرض المستمر لمواد مسرطنة.
  • أما الهواتف المحمولة فهي تبقى أداة مساعدة للحياة اليومية، لكن يجب استعمالها باعتدال.

📌 هل هناك مخاطر أخرى للهاتف المحمول؟

حتى لو لم يكن الهاتف سببًا مباشرًا لـ السرطان، إلا أن هناك مخاطر صحية أخرى مثبتة:
  • قلة النوم عند استخدام الهاتف ليلًا
  • إجهاد العين بسبب الإضاءة الزرقاء.
  • حوادث السير بسبب استخدام الهاتف أثناء القيادة.
  • مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب المرتبطين بالإفراط في استخدام وسائل التواصل.

📌 ماذا يمكن أن يفعل الفرد لتقليل المخاطر؟ 

  • استخدام سماعات الأذن بدلًا من وضع الهاتف ملاصقًا للأذن.
  • عدم إبقاء الهاتف بجانب الرأس أثناء النوم.
  • أخذ فترات راحة من شاشة الهاتف كل 20 دقيقة.
  • تفضيل المكالمات القصيرة أو الرسائل بدل المكالمات الطويلة.
  • الاهتمام بأسلوب حياة صحي: تغذية متوازنة، رياضة، ونوم كافٍ.

❓ الأسئلة الشائعة

1. هل الهواتف المحمولة تسبب السرطان فعلًا؟
حتى الآن، لم يثبت علميًا أن الهواتف المحمولة تسبب السرطان بشكل مباشر، لكن بعض الهيئات مثل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) صنّفت إشعاعاتها كـ "قد تكون مسرطنة" بدرجة ضعيفة.

2. ما نوع الإشعاعات الصادرة عن الهواتف المحمولة؟
الهواتف تصدر موجات كهرومغناطيسية غير مؤيِّنة، وهي ضعيفة ولا تكسر الحمض النووي مثل الأشعة السينية أو فوق البنفسجية.

3. هل هناك دراسات تربط بين استخدام الهاتف وسرطان الدماغ؟
نعم، مثل دراسة INTERPHONE ودراسة COSMOS، لكن نتائجها متباينة: بعضها وجد مؤشرات طفيفة، وأخرى لم تجد علاقة واضحة.

4. ما هي المخاطر الصحية المؤكدة للهواتف المحمولة؟
  • قلة النوم بسبب الاستعمال الليلي.
  • إجهاد العين بسبب الضوء الأزرق.
  • زيادة حوادث السير عند استخدام الهاتف أثناء القيادة.
  • القلق والاكتئاب الناتج عن الإفراط في التصفح.
5. كيف يمكن تقليل التعرض لإشعاعات الهاتف؟
  • استخدام سماعات الأذن أو البلوتوث.
  • عدم إبقاء الهاتف بجانب الرأس أثناء النوم.
  • تقليل مدة المكالمات الطويلة.
  • الاعتماد أكثر على الرسائل النصية.

📚 المراجع

 لكن العلم لا يغلق الباب أمام المزيد من الأبحاث، والوقاية دائمًا خير من العلاج.
لم يُثبت علميًا أن الهواتف المحمولة تسبب السرطان.
الموجات الكهرومغناطيسية للهواتف ضعيفة وغير مؤينة، ولا تكسر الحمض النووي.
ومع ذلك، يوصي الطب والتمريض باستخدام الهواتف باعتدال، وتطبيق قواعد السلامة.
إذن، القول إن "الهواتف المحمولة تسبب السرطان" هو خرافة وليست حقيقة مثبتة.

تعليقات