 |
| أخطاء شائعة |
مقدمة قصصية: بين النية الطيبة والخطأ المؤلم
"كنت أظن أنني أفعل ما هو صحيح... حتى بدأت التقرحات تظهر."
قالتها سيدة باكية، وهي ترعى والدتها المسنّة في بيتها، بصدق وألم. كانت تقوم بكل ما بوسعها، لكنها لم تكن تعلم أن بعض التفاصيل الصغيرة التي أغفلتها كانت تُكلّف المريضة الكثير.
الرعاية المنزلية ليست مجرد طعام ودواء. إنها علم ومهارة... لكن أيضًا قلب مُحب يعرف أن النية وحدها لا تكفي.
في هذا المقال، نكشف لك عن أكثر الأخطاء شيوعًا في رعاية المرضى في البيت، بناءً على خبرتي كممرضة رافقت مئات المرضى في المساشفيات ، حتى لا تكرريها أنت في بيتك.
❌ 1. ترك المريض على نفس الوضعية لساعات طويلة
أحد أخطر الأخطاء على الإطلاق.
- يؤدي إلى تقرحات الفراش.
- يضعف الدورة الدموية.
- يُسبب ألمًا شديدًا قد لا يظهر مباشرة.
✅ القاعدة الذهبية:
غيّري وضعية المريض كل ساعتين، حتى أثناء الليل.
🧠 من الميدان: زارنا في المستشفى رجل في الخمسين يرعى والدته في البيت، يسأل عن كيفية التعامل في حالة أمه التي تعاني من تقرحات من الدرجة الثانية رغم أنها لم تكن طريحة فراش بالكامل. السبب؟ تأخير بسيط في تغيير الوضعية خلال الليل.
نصحناه بتغيير وضعية مريضته كل ساعة من ليل أو نهار. عاد إلينا مرة أخرى وعلامات الفرح على محياه:حالة والدته تغيرت إلى الاحسن .
🔗 خطوات يومية فعّالة لمنع تقرحات الفراش
❌ 2. التغذية العشوائية دون مراعاة حالة المريض
- إعطاء المريض أطعمة يصعب بلعها
- تجاهل البروتين والفيتامينات
- عدم تقديم الماء بانتظام
💡 التوصية:
- استشيري أخصائي تغذية إذا لزم الأمر.
- حضّري وجبات خفيفة، مغذية، سهلة الهضم.
- راقبي التغيرات في الشهية أو الوزن.
📌 تذكري: المريض يحتاج طاقة لا فقط للسير... بل حتى للشفاء، والتنفس، والنوم.
❌ 3. تجاهل العناية بالجلد والنظافة اليومية
- عدم تنظيف المريض بعد التبول أو التبرز
- استخدام صابون معطّر يهيج الجلد
- نسيان الترطيب المنتظم للمناطق الحساسة
🧼 تذكّري:
الجلد النظيف والمرطّب = خط دفاع أول ضد التقرحات
🧠 مثال واقعي: مريضة في
منتصف الستينات ظهرت لديها بثور صغيرة خلال أسبوعين فقط من تجاهل التنظيف بعد سلس
البول.
🔗 نصائح لمنع تقرحات الفراش لدى المريض طريح الفراش
❌ 4. ارتجال إعطاء الأدوية
- نسيان جرعات
- خلط أدوية دون علم الطبيب
- تخزين الأدوية في أماكن غير مناسبة (رطوبة،
حرارة)
💊 الحل:
- جدول دوائي مكتوب وواضح.
- صندوق مقسّم حسب الأيام.
- مراجعة الطبيب كل أسبوعين لتأكيد الخطة.
🚫 لا تعتمدي على الذاكرة فقط!
❌ 5. اعتبار الدعم النفسي أمرًا ثانويًا
- عدم التحدث مع المريض
- تجاهل مشاعره
- الإفراط في التركيز على الجانب الطبي فقط
💗 المريض يحتاج أن يشعر:
أنه ليس عبئًا… وأنه لا يزال إنسانًا له كرامته وحقه في الحب.
🧠 نصيحة تمريضية: أدخلي
عنصرًا مفرحًا يوميًا: قصة، صورة قديمة، لحظة ضحك، أو زيارة حنونة.
❌ 6. ترك غرفة المريض دون تهوية أو إضاءة كافية
- مكان مغلق = بيئة خصبة للعدوى
- إضاءة ضعيفة = خطر السقوط + تدهور الحالة
النفسية
🏡 رتّبي الغرفة بعناية:
- تهوية يومية
- إضاءة ناعمة مساءً، طبيعية نهارًا
- سهولة الحركة للمريض والمرافق
🧠 هل تعلمين أن ضعف الإضاءة يُصيب كبار السن بالارتباك الليلي؟
🔗كيفية تنظيم غرفة المريض منزليًا
❌ 7. الرعاية بدون استشارة أو متابعة طبية
- الاكتفاء بالنصائح على الإنترنت
- تأجيل زيارة الطبيب
- إخفاء الأعراض الجديدة
🩺 الطبيب أو الممرضة جزء من الخطة اليومية، لا بديل لهما.
📞 تواصلي مع طبيب الأسرة أو المراكز الصحية القريبة. 📌 تابعي مؤشرات المريض: حرارة، ضغط، نسبة السكر، تغير في الجلد.
❌ 8. عدم تحفيز المريض للحركة ولو البسيطة
- إبقاء المريض في السرير طوال الوقت
- تجاهل تمارين المفاصل
- عدم تشجيعه على الجلوس أو تحريك يديه
💡 البديل:
- حاولي أن تساعديه على أداء تمارين خفيفة.
- كرريها يوميًا للحفاظ على اللياقة العضلية ومنع
التصلب.
❌ 9. تجاهل إشراك المريض في قراراته
- اتخاذ كل القرارات بدلًا عنه
- مناداته بصيغة الطفل أو التحدث عنه بدلًا من الحديث
معه
💬 حتى لو لم يكن قادرًا على الاستجابة الكاملة، فإن احترام رأيه وإشراكه
يشعره بالكرامة والثقة.
🗂️ جدول تلخيصي: الأخطاء مقابل الحلول
|
الخطأ الشائع |
ماذا تفعلين بدلاً منه؟ |
|
ترك
الوضعية ثابتة |
غيّري كل
ساعتين |
|
التغذية
العشوائية |
وجبات
غنية وسهلة الهضم |
|
عدم تنظيف
الجلد |
تنظيف
وترطيب يومي |
|
أخطاء
الأدوية |
جدول
وصندوق منظم |
|
إهمال
النفسية |
تواصل،
دعم، لمسة حنان |
|
غرفة سيئة
التهوية |
هواء نقي
وإضاءة مناسبة |
|
بدون
استشارة طبية |
متابعة
دورية وسجل صحي |
|
انعدام
الحركة |
تمارين
خفيفة وتحفيز منتظم |
|
تجاهل رأي
المريض |
إشراكه
واحترام اختياراته |
❓ الأسئلة الشائعة
هل هذه الأخطاء شائعة فعلًا؟
للأسف نعم، والنية الطيبة لا تكفي وحدها.
هل يمكن تصحيح الخطأ دون ضرر؟
غالبًا نعم، إن تم اكتشافه مبكرًا، وكانت هناك خطة للرعاية البديلة.
ما أول علامة تنذر بأن شيئًا ما ليس على ما يُرام؟
تغير المزاج، الحرارة، فقدان الشهية، احمرار الجلد، أو حتى نظرة المريض.
هل تُغني الرعاية المنزلية عن الطبيب؟
لا، بل تُكمّلها. الطبيب يُوجه... وأنتِ تُنفذين.
💬 خاتمة: الخطأ لا يعني الفشل… بل بداية التعلم
الرعاية في المنزل ليست سهلة، لكنك لست وحدك. كل خطأ تتفادينه اليوم، هو راحة لمريضك غدًا.
❤️ تذكّري: الرعاية ليست مثالية… بل صادقة، مستمرة، ومحبة.
📩 هل وقعتِ في أحد هذه الأخطاء من قبل؟ شاركينا تجربتك أو تواصلي معنا عبر:
سلسلة: كيف تعتني بمريضك في البيت؟
— إعداد: أم إيمان | ممرضة مجازة ومحررة صحية | مدونة
الصحة واللياقة والجمال